عينكم على تراث فلسطين
الإنسان الفلسطيني عاش من الأرض وبالأرض وللأرض ، على مر العصور وكرّ الدهور، بنى الفلاح الفلسطيني بيته من الطين، وسقفه بخشب أشجار الوعر، وجعل عماده القمح والزيت – وهما أسدان في البيت – وما تنتجه الكروم من تين وعنب ورُمّان.
يستطيع الناظر أن يتحقق من شدة ارتباط الفلاح الفلسطيني بأرضه عندما يرى كثرة السناسل – وهي جدران تُبنى بالحجارة لحفظ التربة من الانجراف بالأمطار والسيول، خاصة في التلال والمنحدرات الجبلية – والتي لا تزال شاهدة على الجهد الفلاحي المبذول في أرض الجليل، والجبال الممتدة من جرزيم وعيبال قرب نابلس إلى رام الله والقدس والخليل، وأعتقد أن هذه الجدران لا شبيه لها في سائر بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.
إن طين الأرض الفلسطينية كان مادة الإنتاج الأولى للأدوات المنزلية التي استعملها الإنسان الفلسطيني، فالخابية، والجرة، والمِنْشَل، والإبريق، والكوز، والقِدْرة، والمقلاة اتخذت من الصلصال الفلسطيني، وربما كانت الجرّة الغزاويّة هي أول جرّة في التاريخ.
ولما كان الإنسان امتداداً لهذا الصلصال فإن الشاعر الفلسطيني استطاع بحسه المرتبط بالوجود أن يرى صورة الجرّة في المرأة، وصورة المرأة في الجرّة، وتشبههما صورة "عشتار" إلهة الخصب الكنعانيّة، وهو القائل:
سِتّـي "زْليخا" مِسْمــَرَّه مـا بـَنْـسَــاهـا بـالـمـرّه
راحت تاتْمَلِّي من العين جَـرّه وِبْتِـحْـمـِـلْ جَـرّه
***
راحت تاتْمَلِّي من العين هي وجارتها إم حسين
وْيا عيني مَحْلا الـثنتيـن مـِثْـل النقشِـه والـطُـرَّه
العين والجرّة، والحقول والبيادر، والمقاثي، وكروم الزيتون، والمحاجر، والمشاحر والمراعي هي مكونات الحياة الفلسطينية، وقد اعتنى الإنسان الفلسطيني بالزّرْع والضَّرْع، فقَرَّب الطير والماشية إلى حياته وقاسمها المعيشة في منزله، وعانى مثلها الحَرَ والقَرّ، والشّرد والبرد، وتوالت عليه وعليها الفصول بين الأرض والسماء، وإن خياله ساح مع الغيوم، وراح في الليالي يسامر النجوم، وكان لها وجود في تفكيره، وبها عرف المواقيت وتقـلبات الطقس وحلول المواسم، ولذا فإن لنجمة "الغَرّار" محل في بيت العتابا الفلسطيني الذي يقول:
طِللْعت نِجْمِة "الغَرَّار" بَكّيْر
تِضْوي عاجَبَل حورانْ بَكّيّر
أنا لاسْري مع النّسمات بَكّير
وَاقطف زَهِـرْ خَدِّكْ عَالـنَّدَى
شاعرنا الكبير : سعود الاسدي
هي فلسطين
الأغنية البكر ونشيد الحادي وصوت الناي على الغدران ..
هي التاريخ..
هي أم البدايات..
وهي الباقية ما دام فيها من يحرس التراث.. وينام على رائحته ويتنشق فجره ويضئ شمسه العالية.
فلتكن هذه المدونة عينكم على تراثنا وكنزنا الفلسطيني الكبير ..
الإنسان الفلسطيني عاش من الأرض وبالأرض وللأرض ، على مر العصور وكرّ الدهور، بنى الفلاح الفلسطيني بيته من الطين، وسقفه بخشب أشجار الوعر، وجعل عماده القمح والزيت – وهما أسدان في البيت – وما تنتجه الكروم من تين وعنب ورُمّان.
يستطيع الناظر أن يتحقق من شدة ارتباط الفلاح الفلسطيني بأرضه عندما يرى كثرة السناسل – وهي جدران تُبنى بالحجارة لحفظ التربة من الانجراف بالأمطار والسيول، خاصة في التلال والمنحدرات الجبلية – والتي لا تزال شاهدة على الجهد الفلاحي المبذول في أرض الجليل، والجبال الممتدة من جرزيم وعيبال قرب نابلس إلى رام الله والقدس والخليل، وأعتقد أن هذه الجدران لا شبيه لها في سائر بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.
إن طين الأرض الفلسطينية كان مادة الإنتاج الأولى للأدوات المنزلية التي استعملها الإنسان الفلسطيني، فالخابية، والجرة، والمِنْشَل، والإبريق، والكوز، والقِدْرة، والمقلاة اتخذت من الصلصال الفلسطيني، وربما كانت الجرّة الغزاويّة هي أول جرّة في التاريخ.
ولما كان الإنسان امتداداً لهذا الصلصال فإن الشاعر الفلسطيني استطاع بحسه المرتبط بالوجود أن يرى صورة الجرّة في المرأة، وصورة المرأة في الجرّة، وتشبههما صورة "عشتار" إلهة الخصب الكنعانيّة، وهو القائل:
سِتّـي "زْليخا" مِسْمــَرَّه مـا بـَنْـسَــاهـا بـالـمـرّه
راحت تاتْمَلِّي من العين جَـرّه وِبْتِـحْـمـِـلْ جَـرّه
***
راحت تاتْمَلِّي من العين هي وجارتها إم حسين
وْيا عيني مَحْلا الـثنتيـن مـِثْـل النقشِـه والـطُـرَّه
العين والجرّة، والحقول والبيادر، والمقاثي، وكروم الزيتون، والمحاجر، والمشاحر والمراعي هي مكونات الحياة الفلسطينية، وقد اعتنى الإنسان الفلسطيني بالزّرْع والضَّرْع، فقَرَّب الطير والماشية إلى حياته وقاسمها المعيشة في منزله، وعانى مثلها الحَرَ والقَرّ، والشّرد والبرد، وتوالت عليه وعليها الفصول بين الأرض والسماء، وإن خياله ساح مع الغيوم، وراح في الليالي يسامر النجوم، وكان لها وجود في تفكيره، وبها عرف المواقيت وتقـلبات الطقس وحلول المواسم، ولذا فإن لنجمة "الغَرّار" محل في بيت العتابا الفلسطيني الذي يقول:
طِللْعت نِجْمِة "الغَرَّار" بَكّيْر
تِضْوي عاجَبَل حورانْ بَكّيّر
أنا لاسْري مع النّسمات بَكّير
وَاقطف زَهِـرْ خَدِّكْ عَالـنَّدَى
شاعرنا الكبير : سعود الاسدي
هي فلسطين
الأغنية البكر ونشيد الحادي وصوت الناي على الغدران ..
هي التاريخ..
هي أم البدايات..
وهي الباقية ما دام فيها من يحرس التراث.. وينام على رائحته ويتنشق فجره ويضئ شمسه العالية.
فلتكن هذه المدونة عينكم على تراثنا وكنزنا الفلسطيني الكبير ..
» المعاملة الحسنة
» من كانت الآخرة همه
» التخلق بأخلاق القران الكريم
» لحظات موجوعة
» حكمه جميله جدا
» مصدر الرايات السود
» طمني عليــــــك
» اختر سؤال وجاوب