قرية إشوع قريه من قرى فلسطين

قرية إشوع

كانت القرية تعتلي تلاً عريضاً قليل الارتفاع، على السفح الجنوبي الشرقي لأحد الجبال، ويحيط بها واديان في جانبيها الشرقي والجنوبي. وكانت تقع على الطريق العام الذي يصل بيت جبرين بالطريق العام الممتد بين القدس ويافا. وكانت طرق فرعية تربطها بمجموعة من القرى المجاورة. ويعتقد أن إشوع شيدت فوق موقع مدينة إشتأُل الكنعانية.
كانت إشوع قائمة بالقرب من سفح تل، وكانت الأراضي الواقعة في الأسفل من القرية مزروعة بأشجار الزيتون. اتخذت إشوع شكل نجمة، وكانت منازلها ومعظمها حجرياً تتخذ شكلاً موازياً للطرق المؤدية إلى القرى الأخرى، بينما امتدت الأبنية الأحدث عهداً صوب الجنوب والشمال الغربي في اتجاه عسلين. كان سكان إشوع من المسلمين، ولهم فيها مسجد أطلق عليه اسم إشوع. وكان في قريتهم بضعة دكاكين، ومدرسة ابتدائية. وكانت عين إشوع، التي تقع شمالي القرية، تمد سكانها بمياه الشرب، فضلاً عن بعض العيون والآبار الأخرى الأقل أهمية. وكانت المزروعات بعلية، وقد زرع السكان أراضيهم حبوباً وأشجار زيتون وكرمة وأشجاراً مثمرة. في 1944ـ 1945، كان ما مجموعه 1911 دونماً مخصصاً للحبوب، و 473 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.
احتلالها وتهجير سكانها يذكر «تاريخ حرب الاستقلال» أن الكتيبة الرابعة من لواء هرئيل الصهيوني «طهرت» القرية في 16 (تموز) يوليو 1948. ويقول المؤرخ الصهيوني بني موريس إن العملية «هدفت إلى توسيع ممر القدس الذي يسيطر اليهود عليه» وقد جاءت الهجمات ضمن عملية داني.
شهدت إشوع معارك قبل ذلك التاريخ، في أثناء القتال الذي دار بشأن الممر المؤدي إلى القدس. ففي 18(آذار) مارس جرت معارك عند تخوم القرية. وذكرت «مصادر صهيونية» لاحقاً، لصحيفة «نيويورك تايمز»، أنَّ سيارة مصفحة تابعة للهاغاناه علقت في الوحل خارج القرية فهاجمها المجاهدون الفلسطينيون وقتلوا طاقمها المؤلف من8 أشخاص. وفي الأسبوع اللاحق شنت قوات المجاهدين الفلسطينيين، بقيادة عبد القادر الحسيني، هجوماً على مستعمرة هرطوف اليهودية المجاورة. وقد لعبت القوات البريطانية دوراً رئيسياً في مساندة العصابات الصهيونية في احتلال القرية. في سنة 1949، أنشأ الكيان الصهيوني مستعمرة إشتاؤول على أرض تابعة لقريتي إشوع وعسلين.لم يبق اليوم في الموقع سوى بضعة منازل من القرية مبعثرة بين منازل المستعمرة. ويستخدم بعضها مساكن ومستودعات. وقد جرفت مقبرة القرية الواقعة في جوار المبنى الإداري للمستعمرة وسويت بالأرض وزرعت الأعشاب فيه..